منذ ان بدأ الريال مدريد الموسم لم يكن اكثر المتفائلين ان يصل بتفائله  الى اكثر من المنافسة على لقب الليغا وربما كاس السوبر او كاس الملك محليا وعبور دوري المجموعات في دوري ابطال اوروبا .

هذه التوقعات كانت مبنية على اسس عديدة اهمها بخل الادارة وعدم شراء اللاعبين وبيع العديد وبالنهاية كانت خزينة الريال تشير الى ارباح قدرها 300 مليون يوروا.

ولسان حال المدريدي : ماذا نصنع بالاموال والرئيس بيريز استغنى عن راموس وباع اوديغارد وفاران واخرون وبقي الفريق يشكو من نقص واضح في كل المراكز وامام تقدم العديد من اللاعبين بالعمر ورحيل المدرب زين الدين زيدان ورفض العديد من المدربين تدريب الريال.؟

اتصل بيريز بالمدرب الايطالي كارو انشيلوتي عارضا عليه الموافقة على العودة من جديد لتدريب الريال مدريد .

وبنفس المكالمة رد انشيلوتي بالموافقة وترك فريقه الانكليزي ايفرتون وحزم حقائبه الى مدريد.

هل كانت موافقة انشيلوتي  مجازفة ومقامرة بتاريخه؟

لم يستطيع اي من المحللين في بداية الموسم الاجابة على هذا السؤال وماذا كان يدور في مخيلة انشيلوتي وهو الذي يعلم جيدا ان في ريال مدريد قرار طرد المدرب اسهل واسرع قرار يمكن اتخاذه بحق المدرب  اذا خسر خسارة ثقيلة او خرج بموسم صفري.

ولكن انشيلوتي الخبير الذي قضى 30 سنة في عالم التدريب وخبر التدريب في ايطاليا واسبانيا والمانيا وانكلترا وفرنسا كان يخبيء امرا ما في جعبته.

وكان امام امر واقع .

سكواد ضعيف ولاعبين كبار مع مجموعة من اللاعبين الصغار الذين كانت تطلق عليهم الصحافة مشردين البرازيل.

شمر هذا الرجل عن ساعديه واعطى الثقة لجميع اللاعبين ودخل من مدخل سري لم يكتشفه اكبر المحللين لكرة القدم الا بعد ان حقق لقب الليغا قبل خمس جولات من نهاية الموسم وذهب الى المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا منتصرا على فرق عريقة وكبيرة

وكان ذلك المدخل وبعد خلاصة سنوات من العمر الطويل من التدريب .... ما يسمى بعامل (التجانس).

هذا العامل المفقود لدى معظم الاندية الكبيرة في معظم دول اوروبا.

اعتمد انشيلوتي على 14 لاعبا فقط في المرحلة الاولى من الليغا واخبر الاخرين بانهم مهمين ولكن دورهم لم يات بعد.

حاول المحللين اثارة انشيلوتي وتذكيره بان الاعتماد على مجموعة واحدة سيسبب لها الانهيار مثلما حصل في موسم 2015 .

الا انه قبل التحدي مع مساعده للياقة البدنية الايطالي بيتنوس واصر على ان هذه المجموعة لن يصيبها الارهاق وبقي البعض عند رهانة الى ان جائت مباراة الستي الاخيرة في البرنابيو وشاهدنا لوكا مودريتش يسابق البلجيكي دي بروين الذي يصغره بسنوات ويتفوق عليه بالسرعة ويقطع الكرة منه.

عمل انشيلوتي على هؤلاء ال14 لاعبا وصنع منهم ثنائيات اثمرت عن نتائج ساحرة وباهرة مثل ثنائية كريم بن زيما وفينيوس ... وثنائية فالفيردي ورودريغو غوس ... ومودريتش كامافينغا... وعمل على بناء فريق متجانس من 14 لاعب يعرف كل واحد دوره ودور الاخر حتى اصبحت التشكيلة معروفة سلفا وكان البعض يعتقد ان هذا الامر غير صحيح الا ان الجميع شاهد ان التجانس بين اللاعبين خيالي ولايوجد مثيله في اي فريق من فرق اوروبا.

جميع الفرق الاوربية تشكو من مشاكل في غرفة الملابس بسبب عدم تجانس اللاعبين.

الغيرة وعدم الانضباط والتنافس الغير شريف في بعض الاحيان والحسد فيما بينهم ويمكن ان نذكر مثلا الحساسية بين محمد صلاح وماني وبين مبابي ونيمار وبين مدافعين باريس سان جيرمان وبين دي ماريا واخرين وبين لاعبين في الستي وبرشلونة بشكل واضح ومعظم الاندية الاخرى لم يستطيع مدرب خلق خاصية التجانس كما خلقها انشيلوتي في ريال مدريد.

وبعد ان حصل الريال على لقب الليغا بدأت المنافسة على اشدها في دوري الابطال وهنا جاء دور المدرب مرة اخرى واوفى بعهده للاعبيه واشرك معظمهم وحتى سيبايوس وفاييخو .

غير ان البعض مازال  يعتقد ان انشيلوتي اخطا في عدم الاعتماد على بعض اللاعبين مثل غاريث بيل وهزارد وايسيكو ويوفيتش ... ولكني ابريء المدرب انشيلوتي من هذه التهمة.

اظن ان ما يتعلق بغاريث بيل وهزارد هو قرارات ادارية.

بينما ايسكو قد تكون قرارات انضباطية او ربما يعتمد عليه المدرب فيما تبقى من مباريات الموسم.

والخلاصة ان المدرب القدير صاحب ال 30 سنة خبرة في ملاعب كرة القدم وتدريب الاندية الكبيرة استطاع ان يثبت احقيته في انه افضل مدرب حقق نتائج في جميع الدوريات الاوربية الكبرى دون غيره.

فهل تعتقد اخي القاريء ان انشيلوتي يستطيع ان يبقى اطول فترة في الريال مدريد؟

ام ان الفريق بحاجة لمدرب عصري شاب يدخل الاساليب العلمية الحديثة ولا يعتمد على الاساليب الكلاسيكية التي ختمها المدرب انشيلوتي باقتدار كبير؟