السلام عليكم أحبائي وأعزائي الكرام، المقارنة بين برشلونة والريال تبقى متواصلة ومستمرة في كل زمان ومكان، وقد وجدت مقالا في موقع غول العالمي يتطرق لهذه المقارنة بالأرقام والوقائع، وأحببت أن أشارككم فيه، وسيكون من جزئين، وهذا هو الجزء الثاني، أتمنى أن يحوز على رضاكم وتفاعلكم.برشلونة النظام يحكم

في برشلونة هناك الكثير من العيوب والمميزات ولكن الأكيد أنّ هناك نهج مفهوم ومفسر في السنوات الأخيرة.
لن نعود بالتاريخ لفترة هيلينيو هيريرا ثم رينوس ميتشلز ثم يوهان كرويف، ولكن منذ فرانك ريكارد ثم بيب جوارديولا وبرشلونة فريق يرتكز على فلسفة وأسلوب واضح، حينما يخفق الأسلوب يخفق الفريق والعكس بالعكس.
ولأن برشلونة ينجح على أسس وفلسفة مفهومة، فقد حقق دوري أبطال أوروبا ٥ مرات في تاريخه كل مرة كان يحقق فيها الدوري الإسباني أيضًا، عكس ريال مدريد الذي لم يفعل ذلك سوى في ٣ مناسبات من أصل ١٣!
برشلونة في أفضل مواسمه فاز بكل البطولات في عام واحد، ٢٠٠٩، ليصبح الأول في ذلك والأوحد لمدة ١١ سنة قبل أن يكرر بايرن ميونخ هذا الإنجاز.
ثاني أفضل مواسم برشلونة حقق الخماسية في مرتين وذلك في ٢٠١٠-٢٠١١ والتي خسر فيها كأس الملك في النهائي، و٢٠١٤-٢٠١٥ والتي فشل فيها في تحقيق السوبر الإسباني، أي أنّه حتى اللقب الذي خسره لعب لأجله حتى النهاية.
أما أسوأ مواسم برشلونة فهو الموسم الحالي والماضي وربما في ٢٠١٩-٢٠٢٠ وكذلك ٢٠١٣-٢٠١٤.
برشلونة نافس حتى النهاية في ٢٠١٤ وخسر الكأس في النهائي والدوري في الجولة الأخيرة، وفي ٢٠٢٠ أبقى نار المنافسة محتدمة أيضًا حتى الجولة قبل الأخيرة، وفي الموسم الماضي عاد من بعيد لينافس أتلتيكو وريال مدريد قبل أن يسقط في الجولات الأخيرة وخرج بلقب هو كأس ملك إسبانيا.
الموسم الحالي متذبذب نعم، لكنّه حتى فاز على ريال مدريد في سانتياجو برنابيو برباعية نظيفة وقدّم العديد من الملاحم ولم يفشل موسمه سوى بحلول النصف الأخير من أبريل.
هذا بالطبع بعيدًا عن أنّ برشلونة نجح في تحقيق الثلاثية مرتين في ٢٠٠٨-٢٠٠٩ و٢٠١٤-٢٠١٥ بينما لم يفعلها ريال مدريد ولا مرة في تاريخه الطويل!
حينما سقط برشلونة كانت عوامل الفشل واضحة، فالنادي الكتالوني في ٢٠١٤ لم يكن يمتلك أي لاعبين في الدفاع لدرجة الدفاع ببوسكيتس وسونج أحيانًا
لشغل هذا المركز، هذا بجانب مدرب دخيل لا يعرف هوية النادي وإصابة ميسي الطويلة.
في ٢٠٢٠ عانى الفريق من مشاكل إدارية ومالية ضخمة لدرجة بيع العديد من اللاعبين في يناير ليمتلك برشلونة قائمة قصيرة، ومع جائحة كورونا أصبح الاستمرار في المنافسة صعبًا للغاية.
ومنذ حينها والمشاكل المالية والإدارية تقتلع جذور الفريق مما أجبره حتى على ترك ليونيل ميسي يرحل، ليصبح سقوطه متوقعًا وانهياره تمامًا أمر وارد، ومع ذلك استمر وقاتل.
أما ريال مدريد، فسقط في ٢٠١٩ بسبب خسارة كريستيانو رونالدو فقط ولم يدخل سوق الانتقالات لأسباب غير معروفة رغم أنّ وضعه المالي المعلن جيد، وفي ٢٠٢٠ ودّع مبكرًا من الأبطال رغم سوق انتقالات قوي وضخ الأموال.
ريال مدريد يسقط دون تفسير كما يكسب دون تفسير وذلك لأنّه فريق عشوائي بلا خطة وملامح ومشروع واضح المعالم، وربما هذا ما يجعله محبوبًا، فالكثير من عشاق اللعبة لا يحبون التعقيدات ويفضلون البساطة والأفكار السهلة.
ريال مدريد فريق عظيم، لكن أفضل مواسمه لن تصل لأفضل مواسم برشلونة وأسوأ مواسمه لن تكون مثل أسوأ مواسم برشلونة والسبب واضح، لأن وجود خطة دائمًا أفضل من العشوائية!
كان هذا هو الجزء المكمل للمقال، آملا أن يحظى بتفاعلكم وحضوركم الطيب الكريم، ولكم مني أجمل وأرق تحية.