السلام عليكم أحبابي الأعزاء، سأحاول في هذا المقال أن أتطرق إلى موضوع سوق الإنتقالات الصيفية القادم قريبا بعد إنتهاء موسم 2021/2022 الذي لم يتبق له الكثير، وأتمنى أن ينال المقال رضاكم إن شاء الله.

فريق برشلونة يعاني بشكل حاد من التخبط في سياسته بالنسبة للتعاقدات مع اللاعبين الجدد وبيع اللاعبين المتواجدين بالفريق أو عملية تبادل اللاعبين مع الأندية الأخرى، وهذا الأمر ليس وليد اللحظة، وإنما منذ عدة مواسم، ومنذ فترة ليست بالقصيرة نجد في الإعلام عشرات الأسماء التي ينوي النادي التعاقد معها، وكذلك التي ينوي التخلص منها، أو إجراء عمليات تبادلية للاعبين مع أندية أخرى، وهذه الأخبار الإعلامية معظمها مجرد تخمينات، وأخبار لزيادة الإهتمام من قبل القراء بالمواقع التي تنشرها.
لقد أهدر النادي ملايين كثيرة من الدولارات بسبب هذه السياسة العقيمة التي كانت الإدارة السابقة تتبعها، وبالتأكيد هي لم تجلب إلى النادي سوى سوء الوضع المالي، وسوء أداء الفريق في كافة البطولات الأوروبية والمحلية، وبالتالي نرى فريق برشلونة يصارع حاليا من أجل الحصول على مقعد في بطولة الأندية الأوروبية، بعد فشله في الدوري والكأس االإسبانيين،وبطولة أندية أوروبا، والدوري الأوروبي، وكذلك في فشله بإستقدام لاعبين يمكن لهم مساعدة الفريق من خلال أدائهم ومواهبهم، والسبب هو عدم قدرة النادي على دفع المبالغ اللازمة لذلك.
لقد وردت في ذهني بعض الأفكار التي أرى أن إدارة نادي برشلونة من الواجب أن تتبعها لتصحيح مسار الفريق بشكل خاص، والنادي بشكل عام، والتي تتلخص بما يلي:

1 - على إدارة النادي أن تحث الخطى وتسرع في إيجاد الطرق المناسبة لإنعاش النادي من الناحية المالية، وعدم التهاون في ذلك، خاصة وأن الكثير من المال أصبح هو الأساس في التعاقدات والتطوير، وبالتالي يسمح ذلك بأن يتفدم النادي خطوات إلى الأمام، ويساعده على جلب اللاعبين المناسبين للفريق.
2 - إتباع سياسة مدروسة وحكيمة في التعاقدات الجديدة مع اللاعبين، وعدم إهدار المال على من لا ينفع الفريق والنادي، وعدم تكرار مأساة ديمبلي، كوتينيو، وغريزمان، التي كلفت النادي مبالغ طائلة، دون الحصول على الفائدة المتوخاة من ذلك، والنادي الآن من المحتمل أن يخسر ديمبلي مجانا، ولا يستطيع حل مشكلة التخلص من كونينيو، إضافة إلى العديد من اللاعبين الذين يجد النادي صعوبة في التخلص منهم.

3 - ضرورة مناقشة المدرب دوما وبشكل ودي، موضوعي، ويخدم مصلحة النادي، وخاصة في موضوع إختياره اللاعبين الذين يرغب في التعاقد معهم، أمثال فيران توريس الذي لم يقدم ما كان مرجوا منه في المباريات، رغم أنه لعب ولا زال أساسيا في أغلب مباريات الفريق، ولا بد للمختصين الرياضيين في النادي من دراسة كل الأسماء التي يقدمها المدرب للتعاقد معها، وتقديم الملاحظات المناسبة له حول كل إسم على حدة، وبالتالي التوصل إلى قرار حاسم بهذا الشأن.

4 - لا بد أن تكون قرارت إدارة النادي مستقلة ولا تخضع لتأثيرات خارجية، خاصة إذا كان الهدف منها إخراج نادي برشلونة من المنافسة على كل البطولات، وإيذائه ماديا ومعنويا، كما حدث في قرار مشروع السي في سي، وكذلك مشروع دوري السوبر الأوروبي، وفي كلا القرارين كان لبيريز رئيس نادي الريال دورا رئيسا فيهما، وبالتأكيد كان الهدف إضعاف نادي برشلونة، ليكون الريال هو المسيطر على الساحة الكروية في إسبانيا، وقد كان له ما أراد هذا الموسم.
5 - على الإدارة وكذلك الفريق الفني التخلص من التعصب الكاتلوني، لأن ذلك يضر بالنادي ويفقده مكانته العالمية، ويجب التعامل مع اللاعبين كافة على أساس الأداء والعطاء، وليس على أساس الإنتماء، حيث أن هناك لاعبين غير كاتلونيين أحبوا النادي وقاتلوا من أجله أكثر من بعض اللاعبين الكاتلونيين، وكان لهم دورا رئيسيا في وصول النادي إلى القمة، مثل ميسي، فيرناندينيو، كرويف،والآن أراوخو.
الحديث عن المهام الإدارية للنادي والقرارات التي يمكن إتخاذها لعودة النادي إلى عصره الذهبي، حديث طويل ومتشعب، ويحتمل الكثير من الآراء والأفكار، وأنا حاولت التركيز على أهم ما أراه ضروريا جدا للنهوض بالنادي من جديد وعلى أسس صحيحة ثابتة، لا يجوز التهاون فيها، أو إهمالها، خوفا على النادي من الإنهيار الذي لا يمكن تجاوزه فيما بعد.
أرجو أن أكون قد وفقت في هذا الطرح، وآمل منكم أعزائي التفاعل، والمشاركة بآرائكم وأفكاركم وملاحظاتكم القيمة، مع أرق تحية من القلب.